بمجرد أن تقرر تنظيم غذائك، سواء كان ذلك لفقدان الوزن أو تحسين صحتك العامة، ستكون خطوتك التالية هي البحث عن أنظمة غذائية وأدلة ونصائح أكثر صحة، وهذا هو المكان الذي تصبح فيه الأمور صعبة وتتواجد خرافات غذائية لانهاية لها.
هناك عدد كبيــــر من المعلومات -الصحيحة والخاطئة- عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي والتغذية، وهناك الكثيــــر من المفاهيم الخاطئة المنتشرة والتي تجعلنا نضيع ويصعب علينا التمييز بين الحقيقة والخيال.
لكن معرفة خرافات وحقائق التغذية أمر ضروري إذا كنت تريد التركيز على نظام غذائي صحي، لذا سنتكلم عن بعض الخرافات الغذائية ونرى ما يقوله العلم بالفعل عنها:
1- “الغذاء العضوي جيد”
أولًا يجب أن تكون حذرًا من الأطعمة العضوية المصنعة مثل المنتجات المعلبة أو الوجبات الجاهزة للأكل، التي قد تحتوي على مكونات عضوية معينة وتتوافق مع المعايير المطلوبة، لأنه من المحتمل أن يتم تجريدها من العناصر الغذائية بسبب المعالجة المعنية.
أثناء شراء الأطعمة العضوية من المهم التحقق من ختم الشهادة وفهم الفرق بين ادعاءات “عضوية 100٪” و “مصنوعة من مكونات عضوية” و “طبيعية وخالية من الإضافات”.
2- “جميع الأطعمة -قليلة الدسم- صحية”
قبل أن تقرر تناول الأطعمة المعلبة “قليلة الدسم” تأكد من قراءة حقائق التغذية بعناية، وفحص إجمالي محتوى الدهون والصوديوم والسعرات الحرارية والألياف. على الرغم من أنها تحتوي على دهون أقل من نفس الحجم من المنتجات كاملة الدسم إلا أن البدائل قليلة الدسم قد تحتوي على سكر مضاف أو دقيق مكرر أو مكثفات النشا ومكونات أخرى غير صحية لتحسين النكهة والقوام، مما قد يزيد من قيمتها من السعرات الحرارية و يثبت أنه غير صحي.
3- “كن نباتي تكون أكثر صحة”
يعد اختيار نظام غذائي نباتي غني بالألياف ،والمغذيات الدقيقة ،وقليل السعرات الحرارية، والدهون المشبعة استراتيجية صحية لبناء المناعة ، وتحقيق فقدان الوزن. لكن النباتيين -مثل غير النباتيين- يمكنهم اتخاذ خيارات غذائية غير صحية والتي قد تساهم في زيادة الوزن. لذا، فإن ما تستهلكه لا يقل أهمية عن ما تستبعده من خطة النظام الغذائي لتحديد القيمة الغذائية للخطة.
علاوة على ذلك، غالبًا ما تعتبر البروتينات المشتقة من مصادر نباتية أقل جودة. وذلك لأن معظم الأطعمة النباتية تفتقر إلى واحد أو أكثر من لبنات البناء (الأحماض الأمينية) الضرورية الصحية. مما يجعلها مصدرًا غير مكتمل للبروتين. بغض النظر عن تفضيلاتك الغذائية فإن مفتاح نظام غذائي متوازن هو تضمين نسب كافية من المصادر الصحية للمغذيات الدقيقة.
4- “البروتين مخصص فقط لرواد الجيم”
البروتينات ضرورية للنمو الأمثل والتطور وإصلاح الأنسجة العضلية. كما أنه مكون مهم للعديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية، ووظيفة المناعة في الجسم. لذا يجب على الجميع بما في ذلك الأطفال وكبار السن والبالغين غير النشطين والحوامل والرياضيين ورواد الجيم، تضمين كميات كافية من البروتين في وجباتهم الغذائية اليومية.
5- “جميع السكريات ضارة بالصحة”
ما يفصل السكر الجيد عن السيء هو كمية المعالجة، والوقت الذي يستغرقه جسمك لتفكيكه وتوفير الطاقة. كلما زادت معالجة المنتج زاد حرمانه من خصائصه الغذائية. كلما قل الوقت الذي تستغرقه الكربوهيدرات في التحلل كلما كان ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم أسرع.
يمكن أن يؤدي الارتفاع المنتظم والسريع في مستويات السكر في الدم على المدى الطويل إلى إضعاف قدرة الجسم على خفض نسبة السكر في الدم بشكل فعال مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
أخيرًا.. سواء كنت مهووسًا ببحوث التغذية أو من المتحمسين المتشككين للصحة، دع دائمًا العلم الشرعي وخبرة المتخصصين الصحيين المؤهلين وحسك السليم يملي عليك اختياراتك الغذائية بدلاً من موافقات المشاهير أو الاتجاهات الشائعة. تذكر ، التوازن هو المفتاح.
التعليقات 1