قد يكون لم يسبق لك التساؤل عن “لماذا يجب أن تبدأ في الجري” لكن تخيل معي،
صباح الأحد، المنبه لم يرن، استيقظت متأخرًا.. عليك أن تسرع للحاق بالعمل!
ترتدي ملابسك وتلتقط حقيبتك وتنطلق مثل العداء..
تـركض لركوب سيارتك عاجلًا،
تــركض للوصول لمكتبك،
تـــركض لتظهر لرئيسك أنك موجود .. أنت تجـري!
كل واحد منا عداء، إما نكون نركض إلى مكان ما لأننا نتأخر دائمًا، أو أننا نهرب من مشاكلنا…
وبغض النظر عن النكات، فإننا جميعًا نولد للهرب.
الآن على الرغم من أن هذه أسباب جيدة كافية للجري، فلماذا لسنا مقتنعين حتى الآن ولم نجعله جزءًا من روتيننا اليومي؟ ربما فقط لأننا لم نعرف “مزايا الجري أو الحركة” الحقيقية.
ماذا يقدم لك الجري؟
أولًا: يحسن صحة القلب
لكي تكون أي حركة جسدية ممكنة فإن وجود الأكسجين في العضلات المطلوبة للحركة أمر لابد منه لأن الأكسجين يعمل كمحفز لإنتاج الطاقة الضرورية لها، ونعرف أن الأكسجين يصل للعضلات من خلال الدم الذي يضخه القلب، لذلك إذا ركضت يضخ قلبك المزيد من الدم الغني بالأكسجين إلى عضلات الساق. لو كنت تريد رفع بعض الأوزان؟ يندفع هذا الدم المؤكسج إلى الذراعين.
بعبارات أبسط بكثير، أي نوع من الحركة نقوم به يعتمد على القلب والدورة الدموية. لهذا السبب من المهم إبقاء القلب جاهزًا لأي تحدٍ يحتاج لمواجهته، علاوة على ذلك أنشطة القلب والتحمل تشكل الأساس لأي نوع آخر من التمارين واللياقة البدنية وإحدى أسهل الطرق لبناء هذا الأساس هي الجري.
ثانيًا: التوازن والاستقرار
الآن ليس القلب فقط الذي يعتاد على الأشياء التي تفعلها كل يوم، تنضم عضلاتك الأخرى أيضًا إلى أنشطتك اليومية وتتكيف معها ولست بحاجة للقيام بشيء شديد الصعوبة لتحسين قوة عضلاتك، مجرد شيء بسيط مثل المشي باعتدال يمكن أن يحسن ثباتك وتوازنك.
عندما تمشي كل يوم فإن العضلات الموجودة أسفل وركك تتحرك بشكل أساسي طالما أنت لا تفرط في ذلك، ومنها تصبح عضلاتك أقوى يومًا بعد يوم، مما يدعم مفاصلك ووزن جسمك ويعزز توازنك.
ثالثًا: العقل السليم
قد تكون سمعت بالذي يقول “لا يمكنك أن تهرب مشاكلك”، حسنًا.. هذا صحيح في معناه لكن ليس صحيح تماااامًا.
الدماغ هو بوتقة تنصهر فيها العواطف والهرمونات والمواد الكيميائية وردود الفعل، إنه مركز قيادة الجسم.
ويعد الانغماس في الأنشطة البدنية إحدى الطرق للشعور بالرضا، وأهم الأنشطة الأساسية وأسهلها هو الركض.
في كل مرة تركض يفرز الدماغ الإندورفين، وهو هرمون يبعث الشعور بالرضا في الجسم. في كل مرة تتعرض لإجهاد أو الإكراه يتفاعل الإندورفين ويمنع بشكل أساسي المستقبلات في دماغك المسؤولة عن الانزعاج وتخفيف التوتر.
رابعًا وأهم ميزة: فقدان الوزن
الجري يستهدف الدهون بشكل مباشر ويقللها، واقتران هذا بنظام غذائي متوازن يعمل على تحقيق العجائب. الجري هو أساس معظم الرياضات، لذلك عندما يقولون الناس أنهم يحرقون السعرات الحرارية من خلال لعب كرة القدم مثلًا فإنهم يقصدون أنهم يحرقون السعرات الحرارية من خلال “شكل معدل من الجري”.
“خطوة واحدة صغيرة من الجهد، قفزة هائلة للصحة والرفاهية”.
التعليقات 1