في يوم من الأيام، وصلني اتصال مفاجئ من صديقة في الصباح، وأقول “مفاجئ” لأننا ماكنا أقرب الأصدقاء، ولم أكن أتوقع اتصالًا منها في وقت عشوائي كهذا. اللي ذكرته لي طوال تلك المحادثة يمكن وصفه في جملة واحدة فقط “حياتي فوضى”.
سولفت لي كثيــــر لتشرح ليش “لم تكن حياتها كما ترغب”. وكانت الأسباب الرئيسية:
- الأصدقاء القدامى لم يعودوا يتواصلون معها بعد الآن، محد يتصل بها للاطمئنان عليها، وهذا أدى بها إلى استنتاج غير منطقي وغير مستند إلى دليل: أن لا أحد يحبها .
- حياتها المهنية كانت فوضى، محاولة العمل في وقت واحد في وظيفتين ليس أمرًا سهلاً أبدًا، ولكن حقيقة أنها كانت تضطر إلى بذل جهد بعد جهد فقط لتغطي نفقاتها جعلتها تشعر بالإرهاق. وعلى الرغم من ذلك، هي تشعر بعدم كفاية شديدة، وكررت عبارة “أنا ما ألحّق”.
أنا متأكدة من أن صديقتي ليست الوحيدة، لأنه من المحتمل أن يكون هناك العديد من الأشخاص اللي يشعرون بنفس الشعور. لكن طريقة التفكير هذي ربما تدفعنا بعيدًا عن الواقع، ولازم نسأل أنفسنا، هل لازم نعقد الأمور في رؤوسنا أكثر من اللازم؟
إذا ماعاد يكلمك أصدقائك القدامى، فقد يكونون ببساطة مشغولين جدًا بحياتهم الخاصة. إذا كانت حياتك العملية في حالة من الفوضى، فهذا يعني ببساطة أنك لم تجد طريقك بعد، وليس لأنك غير كفؤ أو “خاسر”.
هنا ٣ طرق يمكنك من خلالها تجنب التفكير هكذا:
أولًا: الثروة المادية ليست كل شيء !
في حين أنه من السهل الانشغال بالسعي وراء السلع المادية والثروة، إلا أنه في نهاية المطاف “لا يمكن للمال أن يشتري السعادة أو الإنجاز” أعرف أننا نسمع هذا المثل كثيرًا لدرجة أننا أصبحنا لا نصدقه ولكنه حقيقي فعليًا، بعض الأشخاص الأكثر بؤسًا هم أولئك الذين يبدو أنهم “يمتلكون كل شيء” ماليًا.
ولهذا السبب، يجب أن نتذكر أن السعي وراء الثروة المادية لا ينبغي أن يكون الهدف النهائي لحياتنا. هناك الكثير من الأشياء التي نحتاج إلى تحسينها مثل طبيعتنا وبناء العلاقات، والعمل على تطوير عقولنا، وأن نصبح أشخاصًا أفضل، هذه هي الأشياء التي تجعلنا سعداء حقًا.
وعندما نركز على الأمور الصحيحة، فإننا نتجنب الوقوع في متاهة المبالغة في تعقيد الأمور.
لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها أنك مشغول عقليًا بشيء ما، اسأل نفسك: هل أحاول مطاردة شيء مادي، أو شيء يمنحني متعة مؤقتة فقط؟
ثانيًا: اقبل قيودك دائمًا
أنا أحب التصوير وأحب الكاميرات، لكن إذا بدأت في توبيخ نفسي (ذهنيًا) لأنني لم أصبح مصورة فسأشعر تمامًا مثل صديقتي.
في بعض الأحيان، الحياة ليست سهلة، وعلينا أن نقبل ذلك. وفي بعض الأحيان، ما يكون هذا في صالحنا على الرغم من أننا نبذل كل ما في وسعنا لصياغته وفقًا لتوقعاتنا. هل هو الحظ أم التوقيت السيئ أم مجرد عشوائية محضة؟
مهما كان الأمر، هناك دائمًا عنصر من عدم اليقين يتبعنا في كل خطوة، وعلينا أن نتعلم قبول أنفسنا كما نحن. نحن غير مثاليين، ونفشل في بعض الأحيان، ولكن في نهاية اليوم، نحن نبذل قصارى جهدنا.
القليل من الحب من نفسك لن يضر.
ثالثًا: عِـش بنزاهة
قبول قيودك لا يعني عدم العمل عليها.
والبقاء في حالة إنكار هو شيء نستخدمه لتعقيد حياتنا. نقول إننا بذلنا قصارى جهدنا بينما في الواقع، نعلم أنه كان بإمكاننا أن نبذل قصارى جهدنا، لكننا نقمع ذلك.
وهنا يأتي دور النزاهة: عليك أن تكون صادقًا مع نفسك. بدلاً من تقديم الأعذار، تجرأ على الاعتراف بالمجالات التي يمكنك تحسينها. كن على استعداد للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، وطلب المساعدة من الآخرين، وبذل الجهد للنمو. في حين أن الاعتراف بالقيود أمر صحي، إلا أن الاستسلام للبقاء محدودًا ليس كذلك.
خلونا صريحين، هذي النصائح ليست جديدة. لكنها مجرد تذكيرات بأن إجراء تغييرات صغيرة في تفكيرنا يمكن أن يؤدي إلى نتائج عظيمة. الأمر ليس علم الصواريخ، وهو بالتأكيد ليس معقدًا.
الخيار لك – هل تريد أن تكون تعاني كـ صديقتنا، أم تريد تبسيط حياتك؟