تخيل معي للحظة أن حياتك تشبة رحلة البحث عن الكنز! ومثل أي رحلة بحث عن كنز أكيد معاك خريطة لارشادك..
في الحياة الواقعية خريطتك هي ركنك في الكون، بعض المناطق الموجودة على الخريطة تعرفها جيدًا. وهذه المناطق هي الأماكن والأشخاص والأشياء اللي تعرفها واللي تشكل جزءًا من حياتك اليومية.
وأكيد هناك مناطق أخرى من الخريطة غريبة عليك. تعد هذي المناطق اللي لم يتم استكشافها بعد موطنًا لمعالم الحياة اللي يمكنك تخيل الوصول لها، ولكنها استعصت عليك حتى الآن.
هذا الجزء غير المكتشف من الخريطة هو المكان اللي تعيش فيه آمالك و أهدافك وأحلامك. وتشبه هذه الأهداف قطعًا صغيرة من الكنز المدفون المخبأ في مكان ما على الخريطة، مكان تأمل في الوصول إليه قريبًا.
وفي أحد الأيام، يلفت انتباهك هدف معين وتقرر البدء في البحث عن الكنز.
البحث عن الكنز المدفون
تبدأ رحلتك الطويلة نحو كنزك وتواجه تحديًا أو اثنين على طول الطريق. والآن بدأ المسار الفعلي بأن يبدو مختلفًا عن الكنز المدفون الذي كنت تتخيله. ويا للأسف تزداد الأمور سوءًا عندما تصل أخيرًا إلى مكان الكنز..
طوال هذا الوقت، كنت تتخيل صندوقًا مليئًا بالذهب. وبعد اكتشاف الكنز، كل ما كسبته هو بضع قصاصات من الفضة والآثار العتيقة. أكيد أن هذي العناصر ذات قيمة في حد ذاتها، لكنها ما كانت مثل ما تفكر فيه طوال هذا الوقت.
تقول لنفسك: “حسااااافة ضيعت وقتي ماشي بالطريق الغلط!”
لكــــــن بعد التفكير لبضع لحظات، تتساءل: ” يمكن لازم أبدّل أهدافي؟ أراهن أن فيه كنز أكبر في مكان آخر”.
النظرية مقابـــل الممارسة
أكيد واجهت مواقف مشابهة للبحث عن الكنز الموصوف أعلاه.
يعني حرفيًا “مواقف تبين فيها أن الهدف اللي كنا متحمسين لتحقيقه – سواء الحصول على درجة علمية، أو بدء ممارسة روتينية جديدة، أو إجراء تغيير وظيفي – في الحقيقة هو مختلف تمامًا في الممارسة العملية عن نظرتنا له.”
من الطبيعي أن تشعر بخيبة الأمل أو الارتباك أو الإحباط عندما يحدث ذلك، لكن أعتقد أن المشكلة الأعمق متجذرة في الطريقة التي تعاملنا بها مع البحث عن الكنز من البداية.
الأهداف كـ بوصلة
مشكلة البحث عن الكنز هي أن معظم الناس يقضون كل وقتهم في التفكير في الكنز. وعمومًا نعرف أن أسرع طريقة للوصول إلى مكان معين هي ضبط البوصلة والبدء في المشي.
الفكرة هنا هي الالتزام بهدفك بأقصى قدر من الاقتناع. قم بتطوير تركيز واضح ومحدد على المكان اللي تتجه إليه.
اسكب كل طاقتك في الرحلة، وكن حاضرًا في اللحظة، وكن ملتزم بالطريق اللي تسير فيه.
واعلم أنك تتحرك بثبات في اتجاه واحد واضح وأن هذا الاتجاه هو المناسب لك، لكن لا تنشغل أبدًا بنتيجة معينة أو تحقيق هدف معين في وقت محدد.
بمعنى آخر، يجب أن يصبح هدفك بوصلتك، وليس كنزك المدفون. الهدف هو اتجاهك، وليس وجهتك. الهدف هو المهمة التي تقوم بها، والطريق الذي تتبعه. أيًا كان ما يأتي من هذا الطريق، أيًا كان الكنز اللي تجده خلال هذه الرحلة، فلا بأس بذلك. إن الالتزام بالسير على الطريق هو المهــم.
“التخلي عن الكيفية التي قد يحدث بها الأمر”
[النجاح] هو مجرد السماح للكون بمعرفة ما تريد والعمل على تحقيقه، مع التخلي عن الكيفية التي يمكن أن يحدث بها ذلك. مهمتك ليست معرفة كيف سيحدث لك الأمر، ولكن فتح الباب في رأسك، وعندما تفتح الأبواب في الحياة الحقيقية، فقط قم بالسير عبرها.
“لا تقلق إذا فاتتك الإشارة. سيكون هناك دائمـــًا باب آخر مفتوح. ”
اختر أهدافك ثم انساها. ضعها على الرف. وثق أن اتجاهك صحيح واسكب طاقتك في السير على الطريق. الأهداف الجيدة توفر التوجيه لحياتك. و تسمح لك بالالتزام بالرحلة.
لدينا جميعا خريطة لاستكشافها. اختر طـــريقًا ثم قم بالسير فيه.
وإن كـانت إحدى أهدافك ( أن تصبح شخصًا صحيًا ونشيطًا يعيش أيامه بحيوية ) يجب أن يكون ون بــاس رفيقك في الطريق.
التعليقات 2